The Fact About السفر في زمن الأوبئة That No One Is Suggesting



الكاتب : بن محمود بوزيد . الملخص إن الآثار الظاهرة التي خلفها ويخلفها وباء كورونا المستجد منذ مطلع العام الحالي، ومخاطره الأخرى غير المعروفة، تؤدي إلى قدر كبير من عدم اليقين بشأن تقييم الأوضاع، وصعوبة في صنع القرارات الصائبة للتقليل من سرعة انتشار الوباء ومكافحته، تضع العلم والسياسة والقانون في محك التجربة والاختبار. فبينما يتسمك علماء الطب بآرائهم ويضعون مصداقية المعرفة الطبية محل التساؤل، يواجه السياسيون خطر الاتهام بالإهمال أو الإفراط، ويدعو القانونيون إلى حماية الحق في الصحة، مع ضرورة احترام القانون، وربط أي تدابير تتخذ بشرط الضرورة والتناسب، خوفا من المساس الجائر بالحقوق والحريات الأخرى.

لا أجد شيئًا أكثر إثارة للدهشة من حقيقة أنك تطلب مساندتي بينما قتلت أبناء أبي والدم ينزف من سيفك.

وسأورد هنا جملة من الموازنات وكيفية تعليلها ليتضح ما سبق؛ ففي أخلاقيات الصحة العامة في زمن الأوبئة نحن أمام موازنة بين منهجين: منهج يعطي الأولوية لاحترام حقوق الأفراد وعدم تقييد حريتهم إلا بالقدر الضروري فقط، ومنهج يعطي الأولوية القصوى لمصلحة الجماعة ولحفظ الصحة العامة، ولكن الرأي الذي ينسجم مع الفقه الإسلامي وقواعد المصالح هو أن مصلحة الجماعة مقدمة هنا؛ خصوصًا أننا نتحدث عن إجراءات استثنائية ومقيَّدة بظرف محدد تزول بزواله.

ويتفق المؤرخ الأمريكي شلدون واتس في كتابه "التاريخ والأوبئة" مع هذا الرأي موضحا أن وفاة الآلاف من العمال والفلاحين في الوباء في مصر المملوكية أدى إلى هجر قرى بكاملها وانهيار الزراعة ومعها صناعات أخرى مثل الحرير والملابس.

وهل حظر السفر وإغلاق المطارات والمساجد والأسواق مبَرَّر أخلاقيًّا؟ وهل إجراءات العزل الاجتماعي والحجر الصحي مسوَّغة أخلاقيًّا؟ وإذا كانت مبرَّرة فكيف نضمن وصول الاحتياجات الأساسية إلى الناس في هذه الحالة؟ وكيف نحول دون وصْم الناس المصابين بالفيروس؟ وما الفضائل التي يجب على الأفراد أن يتحلوا بها في حالة الأوبئة سواء في تحركاتهم أو في استهلاكهم وتخزينهم للسلع، أو في التطوع لمساعدة الجهات الصحية إن لزم الأمر، أو في الامتثال لتعليمات الجهات المختصة؟

وإذا كان التفكير في مصلحة النفس شعورًا فطريًّا فما التصرف الأمثل تجاه الفقراء والمساكين الذين يعيشون يومًا بيوم في هذه المحنة؟ وإذا أصيب الشخص بالفيروس فكيف يتصرف، وهل يجب عليه إبلاغ السلطات؟ وما الواجب على كل شخص لمنع انتشار الفيروس؟ وماذا لو علم بأن شخصًا آخر مصاب ولكنه لم يعزل نفسه، فهل يبلغ عنه أولاً أم ينصحه بإبلاغ الجهات الصحية أولاً؟

في موجة طاعون عمواس، ذُكر أن المسلمين تحركوا في إطار قول رسول الله ﷺ عن الطاعون: «إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فراراً منه »، وهذا الحديث النبوي فيه إشارة واضحة إلى ما يطبق اليوم علمياً وعملياً من الحجر الصحي بهدف مواجهة الأوبئة المنتشرة، فرسول الله لم يكتف بأن يأمرهم بعدم القدوم إلى الأرض الموبوءة، بل أتبعها بأن أمر من كان في أرض أصابها الطاعون أن لا يخرج منها، وذلك لمنع انتشار العدوى فينتقل الوباء إلى مناطق أخرى، وبذلك فإن هذا الحديث لفتة إعجازية تضاف إلى سجل الطب النبوي.

في كتابه "الطب الإمبريالي والمجتمعات المحلية" حلل المؤرخ ديفد أرنلود أستاذ التاريخ الآسيوي والعالمي بجامعة وارويك البريطانية، سياسات الاستعمار الصحية والطبية في القرنين التاسع عشر والعشرين، معتبرا أن الطب الحديث الذي جلبه المستعمرون إلى البلاد والمجتمعات التي احتلوها كان الهدف منه خدمة المصالح الاستعمارية فحسب، مستشهدا باحتلال بريطانيا لمصر والهند، واحتلال بلجيكا للكونغو، واحتلال جنوب السفر في زمن الأوبئة أفريقيا والفلبين وغيرهما.

مركز أطباء بلا حدود للبحث الميداني البحث الميداني انطلاقا من خبرة المنظمة

تلك الأوبئة التي انتشرت جعلت من الصعوبة بمكان القيام ببعض العبادات، وخاصة تلك التي تنطوي على السفر والتجمعات الكبيرة، فلجأ الناس إلى حلول بديلة.

من الأمثلة المشكِلة في تحديد الأولويات الجواب على سؤال: بمن يبدأ الفريق الطبي في حال وجب عليه التخيُّر؛ لنقص المعدات اللازمة للعلاج وعدم كفاية الفرق الطبية؟ ورغم أن هذه المسألة محل نقاش في حقل الأخلاقيات الطبية وأخلاقيات الأوبئة خاصة؛ فقد وجدها بعضهم فرصةً لشتم الغرب ولإثبات أنه غير أخلاقي في التعامل مع المرضى، من دون محاولة الدخول في نقاش جدي بشأن المعيار الذي يجب اتباعه في هذه الحالة، ولماذا؟ هل يجب تقديم الأشد مرضًا؟ أم الأرجى بُرْءًا؟ أم الشباب؟ أم الفئات الأشد ضعفًا ككبار السن والأطفال؟ أم العاملين في المجال الصحي؟

واتخذ مدير عام منظمة الصحة العالمية قرارا جديدا بعقد اجتماع طارئ للخبراء بشأن جدرى القرود، وذلك يوم الأربعاء المقبل، لاسداء المشورة والرأى عما إذا كان جدرى القرود يمثل قلقا دوليا بعد تفشية في عدد من دول العالم خارج أفريقيا.

وفي كتابه "أسلحة وجراثيم وفولاذ.. مصير المجتمعات البشرية"، الحائز على جائزة بوليتزر لفئة الكتب غير الخيالية العامة، يحلل المؤلف جارد دايموند أسباب نجاة بلدان أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، في مقابل استعباد وهلاك شعوب أخرى بعد أن تم استعمارها مثل شعوب صحراء أفريقيا الجنوبية وسكان أميركا وأستراليا الأصليين وغيرهم.

صورة بريطانيا الحقيقية ظهرت من خلال مقاومتها الغوغاء العنصريين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *